بين الغار والغبار

زَبَدُ مقاومةٍ لا تهدأ…

 

2025
طباعة باستخدام الشاشة الحريرية على الصابون

لون فضي وألوان أكريليك، اللغة: العربية

 

:النص الشعري

 

لا تسألوا الشامَ عن سرِّ الســـــــواد

فكلُّ حجرٍ بها كَتَبَ الجراحَ والحداد

في كلِّ زقاقٍ

ظلُّ قتيلٍ

ورائحةُ الخبزِ المبلّلِ بالرماد

  

يا من حملتَ السيفَ

غرسْتَ نارَك في ضلوعِ الياسمينِ

وسمَّمتَ البلاد

ثارتْ بلاد على ظلام

لكنها رغم الســــــــنينِ

أشرقت من قلب الرماد

 

اغســـــــــل يديكَ بماءِ الغارِ والبَرَدِ

وواصلْ طريقَك، إن بقي فيك اعتقاد

 

مواد خام – زيت، تراب، وهوية:

ليســـــــت مجرّد قطعة صابون، بل أثرٌ من تاريخ عتيق. طُبخت في قـدور ضخمة، وفق وصفات متوارثة، وتحمل في داخلها عبق سوريا وإرثها. مكونها الرئيسي، زيت الزيتون، يأتي م الأراضي الخصبة في شـــــــمال ووسط سوريا – من أماكن مثل إدلب وحماة، حيث تضرب أشجار الزيتون جذورها منذ قرون. أما زيت الغار، مصدر عبيرها المميز الذي ينساب في الذاكرة، فيأتي من الساحل، من اللاذقية خاصة – حيث يلتقي نســـــيم البحر برائحة الغابات القديمة.

هذه الزيوت لا تختلط فحــســب، بل تنصهر لتصبح كيانًا رمزيًا، قصةً تختصر تاريخ وحاضر أرضا. رمزًا لسوريا نفسها. أرضا تتشابك فيها الأصوات، تتقاطع في التناقضات، وتتوحّد فيها الذاكرة رغم الشتات.

 

صابون الغار / الصابون الحلبي وانتصاره الصامت على الديكتاتورية:

ظلّ صدى الصمت الدولي يتردّد خافتًا. المناورات الجيوسياسية الباردة كانت بلا جدوى، والواجهات الدبلوماسية تلاشت بجمود ومع ذلك، ســـــقط النظام.

انهار تحت ثقل الدماء، وتحت أصوات لم يعد بالإمكان قمعها.

كان الصابون يُصنَع فيما كانت القنابل تتساقط. وبيع بينما كانت الشــــــوارع تندثر تحت الأنقاض. لقد نجا الصابون من الديكتاتور وسينجو من كل طغيانٍ قادم إن تكرر…

سيبقى قطعةً صلبة، صغيرة، تحمل في أعماقها رائحة الحرية.